طريقة حفظ القران الكريم عند الشناقطة :الإهداء
طريقة حفظ القران الكريم عند الشناقطة

طريقة حفظ القران الكريم عند الشناقطة : المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون”([1]) “يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا”([2]) ، “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما”([3]) أما بعد ([4]):  فإنه مما لا يختلف فيه اثنان من المسلمين أن العلم بالله تعالى هو أشرف العلوم على الإطلاق ، وأجلها بالاتفاق ، وهو غاية الصلحاء ، ومرمى النجباء ، هو طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ، من وفق له اهتدى ، ومن حاد عنه غوى ، ومن ارتقى به رقي ، ومن اهتدى به هدي ..

وليس من طريق للعلم بالله تعالى إلا بمعرفة كتابه ، وحفظ آياته ، وتدبر معانيه والعمل بمحكمه ، والإيمان بمتشابهه ..

ولذا فقد كان السلف الصالح يحرصون كل الحرص على تعليم أطفالهم كتاب الله تعالى حتى يرسخ في أذهانهم ، فينشؤوا على الفطرة ، وتسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة.

قال العلامة المؤرخ ابن خلدون ([5]) – رحمه الله تعالى – في مقدمته :

( تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين ، أخذ به أهل الملة ، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم ؛ لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده ؛ بسبب آيات القرآن ، ومتون الأحاديث ، وصار القرآن أصل التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل من الملكات ) ([6])

وإذا كان تعليم القرآن الكريم للأطفال هو ديدن السلف الصالح ، ومحل اهتمامهم ورعايتهم ؛ فلقد كان للشناقطة حظ لا يستهان به من ذلك الاهتمام وتلك الرعاية ، فحرصوا على أن يكون القرآن الكريم هو اللبنة الأولى ، وحجر الأساس في تعليم أطفالهم وناشئتهم ، وبذلوا كل طاقاتهم وجهودهم للوصول إلى حفظه ؛ حفظا لا يكاد ينسى مع مشاغل الحياة المتكاثرة …

وسوف أذكر هنا الطريقة التي اتبعوها للوصول لهذا الهدف السامي ، والوسائل التي وضعوها لبلوغ هذه الغاية النبيلة ، مع بعض الفوائد المتعلقة بهذا الموضوع

ولمحاولة الوصول لهذا الهدف قسمت هذه العجالة إلى مقدمة ، وتسعة مباحث وخاتمة :

المبحث الأول : تعريفات مهمة.

المطلب الأول : تعريف الحفظ.

المطلب الثاني : تعريف القرآن الكريم لغة ، واصطلاحا.

المبحث الثاني : بعض الأدلة من الكتاب ، والسنة ، وعمل سلف الأمة ، على الترغيب في حفظ القرآن الكريم .

المطلب الأول : بعض الأدلة من كتاب الله تعالى على الترغيب في حفظه ، وتلاوته.

المطلب الثاني : بعض الأدلة من السنة على الترغيب في حفظ القرآن الكريم.

المطلب الثالث : اهتمام السلف الصالح بحفظ كتاب الله تعالى .

المبحث الثالث : من فوائد حفظ القرآن.

المبحث الرابع : أمور أساسية تعين على حفظ كتاب الله تعالى.

المطلب الأول : اغتنام سن الطفولة والصغر .

المطلب الثاني : اغتنام الأوقات المناسبة للحفظ .

المطلب الثالث : اتباع الخطوات التي تسهل عملية الحفظ.

المطلب الرابع : أمور تضعف الذاكرة ، وتعيق عملية الحفظ .

المبحث الخامس : طريقة الشناقطة في حفظ كتاب الله تعالى .

المطلب الأول : التعريف بالشناقطة .

المطلب الثاني : صفات الشيخ الذي يتولى التدريس عند الشناقطة.

المطلب الثالث : الصلاحيات الممنوحة لشيخ المحضرة.

المطلب الرابع : سرد طريقة الشناقطة في حفظ كتاب الله تعالى.

المطلب الخامس : أهم القواعد المتبعة في المحضرة .

المطلب السادس : أقرب الطرق التربوية إلى طريقة الشناقطة.

المبحث السادس : مشكلة النسيان ، وكيف عالجها الشناقطة .

المطلب الأول : تعريف النسيان

المطلب الثاني : التغليظ في نسيان القرآن الكريم بعد حفظه .

المطلب الثالث : علاج الشناقطة للنسيان.

المبحث السابع : بعض المآخذ على طريقة الشناقطة في الحفظ

المبحث الثامن : بعض الأخطاء الشائعة في تلاوة القرآن الكريم

المبحث التاسع : خطة الحفظ المتقن.

الخاتمــة .

 

([1]) آل عمران الآية 102

([2]) النساء الآية 1

([3]) الأحزاب الآية 70 – 71

([4]) هذه تسمى خطبة الحاجة ، وقد رواها “أبو داود” في سننه ، باب خطبة النكاح ، حديث رقم 2118 ج 2 ص 238 و”النسائي” في سننه ، باب الخطبة ، حديث رقم 1404 ج 3 ص 104

([5]) هو : عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر ، الإشبيلي الأصل ، التونسي ، ثم القاهري ، المالكي ، المعروف بابن خلدون ، ولد في أول رمضان سنة 732 هـ بتونس ، وحفظ القرآن ، والشاطبية ، ومختصر ابن الحاجب ، والتسهيل في النحو ، وتفقه بجماعة من أهل بلده ، وسمع الحديث هنالك ، وقرأ في كثير من الفنون ، ومهر في جميع ذلك ، لاسيما الأدب ، وفن الكتابة ، ولي القضاء ثم عزل ، ثم أعيد حتى مات قاضيا في يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة 808 هـ.

انظر ترجمته في “البدر الطالع” ج1 ص337

([6]) انظر : “مقدمة ابن خلدون” ص 397 نقلا عن كتاب “أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين” ص 168

شاهد أيضاً

طريقة حفظ القران الكريم عند الشناقطة :الإهداء

المبحث الثاني : الأدلة من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة على الترغيب في حفظ القرآن الكريم

المبحث الثاني : الأدلة من الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة على الترغيب في حفظ القرآن الكريم : المبحث الثاني : بعض الأدلة من الكتاب ، والسنة ، وعمل سلف الأمة عل

4 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    حفظ الله القائمين على الموقع العامر بإذن الله
    حبذا لو تم اعادة طريقة عرض هذه المادة لتكون أكثر جاذبية وأسهل قراءة وبالتالي اكثر قائدة

  2. و عليكم السلام و رحمة الله ، بارك الله فيك أخي وشكر الله لك ، سنقوم انشاء الله بإعادة ترتيب المواد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *